العب للاستماع إلى الراديو
قالت صحيفة “Aydinlik” التركية، إن الولايات المتحدة، تواصل مخططاتها الهادفة لتقسيم سوريا، وإنشاء دولة كردية في الشمال، لافتة إلى أن واشنطن كثفت من شحنها للأسلحة إلى المناطق التي تسيطر عليها الوحدات الكردية المسلحة منذ 10 أيار/ مايو الجاري
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة، تعطي أولوية لإتمام البنية التحتية، وإنشاء الهياكل الأساسية لتقسيم سوريا، مؤكدة أنه مع استمرار المساعي لتشكيل حكومة إدارية للأكراد، تبين أن العاصمة الإدارية هي مدينة الطبقة غربي الرقة.
وذكرة أن واشنطن مع نهاية نيسان/ أبريل، وضمن خططها العسكرية والاقتصادية والإدارية، قامت بتسريع أعمال البنية التحتية لما يسمى “بالدولة الكردية” التي تخطط لإنشائها في الشمال السوري، وفق ترجمة موقع “عربي21”.
ونقلت الصحيفة عن مصادر محلية، أن البنتاغون قام بنقل قوات أمريكية ومعدات عسكرية وأسلحة من الأراضي العراقية إلى منطقة الحسكة في الشمال السوري، والخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية المسلحة منذ 10 أيار/ مايو الجاري.
ولفتت إلى أن شحنات من المركبات المدرعة التابعة للقوات الأمريكية، تم نقلها إلى قاعدة “كاسراك” العسكرية في تل بيدر، رافقتها طائرات مسيرة أمريكية من الحدود العراقية.
وكشفت عن أن طائرتي شحن عسكري أمريكية، هبطتا في قاعدة تل بيدر يومي 10 و11 أيار/ مايو، كانتا محملتين بالمركبات المدرعة والمعدات التقنية وأسلحة ثقيلة، لافتة إلى أنه سيتم نشر القوات في القواعد الأمريكية قرب القامشلي في نقاط مراقبة.
وذكرت أن القوات الأمريكية، مهمتها الرئيسية تتمثل بالمساهمة في تشكيل الهيكل العسكري والسياسي للوحدات الكردية المسلحة، وتوفير التدابير الأمنية اللازمة على طول الحدود السورية التركية.
ونقلت الصحيفة عن المصادر، أنه بالإضافة إلى العسكريين الأمريكيين، تم جلب فرق من الخبراء في مجال النفط والغاز إلى شمال سوريا، لافتة إلى أنهم ليسوا أمريكيين فقط، بل أيضا خبراء من كندا والسعودية والكويت، وسيباشرون مهامهم قريبا في حقول النفط بالقرب من الحسكة، وخاصة حقول “العمر” و”تاناك” و”رميلان”، منوهة إلى أن القوات الأمريكية، ستوفر الأمن لتلك الفرق أثناء القيام بمهامها.
وتشير المصادر، إلى أن الخطوات الأمريكية الغرض منها تكثيف الجهود لإنشاء “حكم ذاتي” للأكراد في الشمال السوري، وهي جزء من خطة واشنطن وتل أبيب لإنشاء “كردستان كبرى” على أراض تركية وسورية وعراقية وإيرانية.
ولفتت إلى أنه في 25 نيسان/ أبريل الماضي، عقدت مباحثات سرية جمعت بين مسؤولين بالبنتاغون، وأعضاء من الوحدات الكردية المسلحة، والمجلس الأعلى الكردي في منطقة “عين العرب”، شارك فيها قائد “قسد” مظلوم كوباني، والمبعوث الأمريكي الخاص لمكافحة تنظيم الدولة بريت ماكغورك.
وركزت المحادثات على الجمع بين الأحزاب السياسية في عين العرب لتشكيل حكومة موحدة، فيما أوصى الأمريكيون بإنشاء وزارات لتنظيم الأنشطة الحيوية للمنطقة في أقرب وقت ممكن، كما تم اتخاذ قرار بتقسيم “كردستان السورية” إلى عدة مناطق إدارية.
وكشفت الصحيفة أنه تم اختيار مدينة “الطبقة” غرب الرقة، كعاصمة مركزية، وستجتمع فيها كافة المجالس الإدارية والهيئات الرئاسية، ووفقا للصحيفة، فإن الأمريكيين أوصوا ممثلي المنظمة الكردية, بتخفيض كميات النفط ومنتجات الحبوب التي تباع بشكل غير قانوني إلى نظام الأسد.
في سياق آخر، نقلت من مصادر محلية، أن الولايات المتحدة زادت من تواصلها مع المنظمات الرديكالية في سوريا، فقد نقل أكثر من ألف عنصر من الرديكاليين في نيسان/ أبريل الماضي من “التنف” على الحدود العراقية السورية الأردنية، إلى الحسكة.
ولفتت إلى زيادة ملحوظة في أعداد العسكريين البريطانيين والأمريكيين في الحسكة السورية، فيما استأنف البريطانيون أعمالهم في قواعد بالقرب من مطاري أبو حجر ومالكية، وأوضحت أن خبراء أمريكيين، يقومون بتدريب العناصر الريدكالية على التكتيكات العسكرية والقيام بأنشطة عملياتية، واستخدام الأسلحة المضادة للطائرات والدروع.
ونوهت إلى أن إحدى المجموعات الرديكالية، يقودها “أبو علي الجمالي” وهو ضابط سابق في الجيش العراقي في عهد صدام حسين، وتهدف لمهاجمة قوات النظام السوري في دير الزور، مشيرة أيضا إلى أن الولايات المتحدة زادت من تواصلها مع جبهة النصرة للقيام بعمليات تستهدف القوات التركية في الشمال السوري.
وأكدت الصحيفة أن التحركات الأمريكية الأخيرة تهدف للبدء بخطوة جديدة لإنشاء “دولة كردية” فيما ستخصص عائدات النفط من أجل هذا المشروع، وذكرت الصحيفة أنه بالوقت الذي ستكون فيه الوحدات الكردية المسلحة العنصر الرئيسي لـ”الدولة الدمية”، فإن المنظمات الإرهابية ستلعب دورا في إضفاء الشرعية لها.
وأضافت أن واشنطن صعدت من حراكها الدبلوماسي للتقريب بين الوحدات الكردية المسلحة و”بارازانستان”، وقبل أيام أعلن الممثل الخاص للولايات المتحدة إلى سوريا وليام روباك أن “عقوبات قيصر” تشمل فقط مناطق سيطرة النظام السوري، وأن واشنطن ستنفذ برامج دعم في مناطق “الإدارة الذاتية”.
وأوضحت أن الولايات المتحدة تعلن أن الوحدات الكردية المسلحة “أبطال يحاربون الإرهاب والمتشددين”، بالوقت الذي تعمل تلك المنظمات الرديكالية بمهاجمة المصالحة السورية والتركية في المنطقة لإضعافها، إلى جانب تعطيل مسار أستانة بين أنقرة وموسكو.
وشددت الصحيفة على أن المعطيات تثبت، أنه لا يمكن الفصل بين “مكافحة الإرهاب في شرق الفرات والجماعات الرديكالية بإدلب.. لأن وجود أحدهم يغذي الآخر”.