العب للاستماع إلى الراديو
بين إدانات وتحذيرات وترحيب وصمت ، تباينت ردود الفعل العربية والدولية حول قرار إعادة “آيا صوفيا” مسجداً ،بعد ان ظل متحفاً لأكثر من ثمانية عقود.
عربياً: قال الوكيل السابق للأزهر، “عباس شومان”، أن التوجه التركي لتحويل كنيسة آيا صوفيا لمسجد لا يتفق مع الإسلام، ويتنافى مع تعاليمه السمحة التي تحترم دور العبادة لكل الديانات على حد زعمه، مضيفاً ان الإسلام يحترم دور العبادة لمختلف الديانات، ولا يجوز تحويل الكنيسة لمسجد، مثلما لا يجوز تحويل المسجد لكنيسة، هذا المبدأ مرفوض في الفكر الأزهري، ويجب احترام دور العبادة لكل أتباع الديانات على حد زعمه، واصفاً القرار التركي بالتصرف المستفز وتصرف غير متفق مع تعاليم.
ومن جانبه انتقد مستشار ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد، “عبدالخالق عبدالله” قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحويل آيا صوفيا من متحفٍ إلى مسجد، واصفاً من اصدروا القرار بالغلاة، لينهال عليه سيل من الشتائم والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، مذكرين إياه بالمعابد البوذية في الإمارات.
وبدوره رحّب عضو شورى “رابطة أهل السنة والجماعة” في “العراق”، “الشيخ فاروق الظفيري”، بقرار “إرجاع آيا صوفيا إلى حقيقته كمسجد مؤكدا دعم مثل هذه الخطوة.
اما دولياً: فقد أعلنت منظمة الأمم المتحدة اليونسكو إنها تأسف بشدة لقرار تركيا تحويل آيا صوفيا إلى مسجد.
من جهته أبدى الاتحاد الأوروبي، أسفه بشأن قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بفتح مبنى آيا صوفيا بإسطنبول للصلاة فيه باعتباره مسجدا.
وقال جوزيف بوريل، كبير مسؤولي السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إن “حكم مجلس الدولة التركي بإبطال أحد القرارات التاريخية لتركيا الحديثة وقرار الرئيس أردوغان بوضع هذا الأثر تحت إدارة رئاسة الشؤون الدينية مؤسفان” على حد وصفها.
ومن جانبها أبدت الولايات المتحدة الجمعة “خيبة أملها” إزاء تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، وحضّت السلطات على إتاحة زيارتها أمام الجميع على قدم المساواة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مورغان أورتيغاس: “خاب أملنا من قرار الحكومة التركية تغيير وضع آيا صوفيا”.
وشددت على “تعهّد الحكومة التركية السماح للجميع بزيارة آيا صوفيا”، مضيفة “نحن نتطلّع إلى سماع خططها في ما يتعلّق بالإشراف المستمر على آيا صوفيا لضمان بقائها مفتوحة أمام الجميع من دون أي عوائق”.
بدورها أدانت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، قرار القضاء التركي، ونقلت وكالة الأنباء الروسية “إنترفاكس” عن المتحدث باسم الكنيسة، “فلاديمير ليغويدا”، قوله: “نلاحظ أنه لم يتم الإصغاء إلى مخاوف ملايين المسيحيين”.
فيما اعتبرت الحكومة اليونانية، أن قرار القضاء التركي الذي يفتح الطريق أمام تحويل متحف آيا صوفيا في إسطنبول إلى مسجد، “استفزاز للعالم المتحضر” على حد زعمها.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، قد وقّع على تنفيذ قرار مجلس الدولة القاضي بإلغاء قرار مجلس الوزراء الصادر عام 1934 والذي كان يقضي بتحويل آيا صوفيا من “مسجد” إلى “متحف”، وأحاله بشكل مباشر إلى رئاسة الشؤون الدينية التركية لاتخاذ اللازم، بإعادته مسجدا كما كان منذ فتح القسطنطينية.
ونشر أردوغان في تغريدة على حسابه في “تويتر”، صورة القرار الذي وقع عليه فيما يخص آيا صوفيا، وعنون تغريدته بعبارة “Hayırlı olsun “فليكن مباركا”.
ورُفع يوم امس الآذان من مسجد آيا صوفيا بعد غياب دام 86 عاماً ، وقد أعاد رفع الآذان في آيا صوفيا إلى الأذهان عندما دخل السلطان محمد الفاتح مدينة القسطنطينية (إسطنبول حاليا)، ليصلي فيها أول صلاة كانت في يوم الجمعة، بعدما أضيف لها منبر ومئذنة، وقد تم ذلك بعد استشارة علماء الإفتاء في الدولة العثمانية، وسط ترحيب شديد من المسلمين آنذاك.