العب للاستماع إلى الراديو

سوريا تطلق خارطة طريق وطنية لمعالجة أوضاع السويداء.. والأردن وأميركا يؤكدان دعمهما

سوريا تطلق خارطة طريق وطنية لمعالجة أوضاع السويداء.. والأردن وأميركا يؤكدان دعمهما

Like
29
0
الأربعاء, 17 سبتمبر 2025
أخبار

أطلقت الحكومة السورية خارطة طريق شاملة لمعالجة الأوضاع في محافظة السويداء، وسط دعم معلن من الأردن والولايات المتحدة الامريكية.

وخلال مؤتمر صحفي مشترك في دمشق، أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، التزامهم الكامل بدعم هذه المبادرة، التي تهدف إلى تضميد جراح المحافظة، وتحقيق التنمية، وترسيخ الأمن الوطني، مع رفض واضح لأي تدخلات خارجية تمس وحدة الأراضي السورية.

الشيباني 2 سوريا تطلق خارطة طريق وطنية لمعالجة أوضاع السويداء.. والأردن وأميركا يؤكدان دعمهما

وأضاف الشيباني أن الأحداث المؤلمة التي شهدتها السويداء تركت أثرها في كل بيت سوري، وأن الدم السوري واحد، مشيراً إلى أن الحكومة وضعت خارطة طريق لتضميد جراح السويداء وإعادة بناء ما تهدم لتعزيز الوحدة الوطنية وتحقيق الأمن والاستقرار.

وقال الوزير الشيباني: إن الأحداث الأليمة التي شهدتها محافظة السويداء مؤخراً لم تترك أثرها في السويداء وحدها، بل في قلب كل بيت سوري، فالدم السوري واحد وألم السويداء هو ألم حلب ودمشق ودير الزور وحمص وكل المدن والقرى السورية، لكن كما علمتنا التجارب لا علاج لهذه الجراح إلا أن نعود نحن السوريين لنجلس معاً ونضمد جراحنا بأيدينا ونعيد بناء ما تهدم ونفتح صفحة جديدة قوامها الوحدة والمصالحة والمصير المشترك.

وأشار الشيباني إلى أن الحكومة السورية وضعت خارطة طريق واضحة للعمل تكفل الحقوق وتدعم العدالة وتقوم على بناء الثقة وتعزيز الصلح المجتمعي وتفتح الطريق أمام تضميد الجراح التي آن لها أن تنتهي، مبيناً أن هذه الخارطة تحظى بدعم كل من المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية وتقوم على جملة من الخطوات العملية وهي:

أولاً: محاسبة كل من تلطخت يداه بالاعتداء على المدنيين وممتلكاتهم بالتنسيق الكامل مع المنظومة الأممية للتحقيق والتقصي.
ثانياً: ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية والطبية دون انقطاع.
ثالثاً: تعويض المتضررين وترميم القرى والبلدات وتسهيل عودة النازحين.
رابعاً: إعادة الخدمات الأساسية وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية.
خامساً: نشر قوات محلية من وزارة الداخلية لحماية الطرق وتأمين حركة الناس والتجارة.
سادساً: العمل على كشف مصير المفقودين وإعادة المحتجزين والمخطوفين إلى عائلاتهم من جميع الأطراف.
أخيراً، إطلاق مسار للمصالحة الداخلية يشارك فيه أبناء المحافظة بكل مكوناتهم.

وبيّن الشيباني أن سوريا وجدت لدى الأشقاء في الأردن والأصدقاء في الولايات المتحدة استعداداً جدياً لتقديم الدعم اللازم لهذه الخطوات، سواء عبر المساعدات الإنسانية أو من خلال حشد الدعم والتمويل الدولي، لافتاً إلى أن هذا الدعم يكمل الجهود الوطنية، وجسراً يُسرع الخطى نحو استعادة الأمن والاستقرار في الجنوب السوري.

وأوضح وزير الخارجية والمغتربين أن ما تم الإعلان عنه اليوم هو بداية لمسار طويل يعيد بناء جسور الثقة والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد، ويمنع تكرار المآسي، ويُعيد الطمأنينة لكل بيت سوري، معرباً عن الأمل في أن تسود لغة العقل والحكمة، وأن تُقدَّم المصلحة الوطنية على ما دونها، لأن هذه المبادرة “ليست لمصلحة طرف دون آخر، بل هي لمصلحة سوريا كلها، ولخير كل أبنائها وبناتها دون استثناء”.

وقال الشيباني: “نؤمن بأن السوريين رغم كل الجراح، قادرون على تجاوز آلامهم وفتح طريق جديد لأبنائهم، عنوانه الأمل والعمل المشترك لبناء وطن آمن مزدهر لكل مواطنيه”.

وفي رده على أسئلة الصحفيين شدد الشيباني على أن الدولة السورية هي المظلة الأوسع لأبنائها ومن واجبها أن تسهل عودة النازحين وتعيد الثقة بين أبناء المجتمع حتى يستطيعوا العودة والتعايش كما كانوا سابقاً، مشيراً إلى أن الخدمات ستعود قريباً إلى محافظة السويداء وأن الحكومة لديها العزيمة لإعادة الحياة الطبيعية وإبعاد أي توترات جانبية أو طائفية تعكر صفو المحافظة.

بدوره، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن بلاده تقف بالمطلق مع سوريا الشقيقة في جهود إعادة البناء التي تضمن أمن سوريا ووحدتها واستقرارها وسلامة كل مواطنيها وسيادتها، مشيراً إلى أن هذا الموقف الثابت يترجمه التعاون العملي والمستمر بشكل واضح.

الصفدي 1 سوريا تطلق خارطة طريق وطنية لمعالجة أوضاع السويداء.. والأردن وأميركا يؤكدان دعمهما

وشدد الصفدي على أن وحدة سوريا واستقرارها وأمنها تشكل ركيزة أساسية لأمن المنطقة واستقرارها، وأن جميع دول المنطقة تقف في سوريا في هذا الجهد الوطني، مبيناً أن أمن الجنوب السوري واستقراره هو امتداد لأمن واستقرار الأردن.

وأعرب وزير الخارجية الأردني عن التزام بلاده بدعم عملية المصالحة التي تحدث عنها وزير الخارجية السوري على أسس تحفظ أمن سوريا ووحدتها وسيادتها، إضافة إلى أمن جميع أبناء المنطقة في الجنوب السوري، مشيراً إلى ضرورة تجاوز الأحداث المأساوية التي شهدتها محافظة السويداء ضمن سقف الوطن على قاعدة أن سوريا دولة واحدة.

وأكد الصفدي أن الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية من تحقيق دولي ومحاسبة مرتكبي الجرائم وإعادة الخدمات الأساسية وإدخال المساعدات الإنسانية، يجب أن تسهم في لملمة الجرح وإعادة البناء بالشكل الذي يضمن أمن سوريا ووحدتها.

وشدد وزير الخارجية الأردني على رفض بلاده لأي تدخل في الشأن السوري، خصوصاً في الجنوب السوري، معتبراً ذلك تهديداً مباشراً للأمن الأردني، ومؤكداً رفض الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا وعبثها الفتنوي الذي يستهدف زعزعة أمن واستقرار سوريا.

وأعرب الصفدي عن أمله في تحقيق تنسيق كامل مع الأشقاء في سوريا لضمان أمن واستقرار البلدين، مؤكداً رغبة الأردن في نهوض سوريا وإعادة البناء بعد سنوات الدمار والمعاناة التي عاشها الشعب السوري خلال الثورة، وبدء خطوات عملية تضمن مستقبلًا آمناً ومشرقاً لجميع السوريين وتحفظ حقوقهم.

وأشار الصفدي إلى وجود آلية مشتركة سورية أردنية أمريكية تهدف لضمان تطبيق كل ما أعلن عنه، والعمل على حل الأزمة تحت سقف وحدة سوريا ووحدة أراضيها وإعادة الثقة بين أبنائها، ورفض التدخلات الأجنبية، مؤكداً أن سوريا الآمنة والمستقرة تضمن أمن واستقرار المنطقة بأسرها.

وأعرب وزير الخارجية الأردني عن ثقته بأن الحكومة السورية ستقوم بكل الخطوات التي تعيد بناء الثقة وتتجاوز ما جرى من أحداث كارثية، وتضع سوريا على طريق المستقبل الآمن والمستقر، مؤكداً وقوف الدول العربية والمجتمع الدولي مع سوريا الآمنة والمستقرة ذات السيادة، ورفض أي مخططات تقسيمية أو انفصالية.

واستنكر الصفدي بشدة ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من حرب إبادة في قطاع غزة، والتي أدت إلى نزوح أكثر من 370 ألف فلسطيني إلى مخيمات تفتقد لأبسط مقومات الحياة، داعياً إلى احترام الأمن والاستقرار لجميع الشعوب في المنطقة.

من جانبه، أكد المبعوث الأمريكي توماس باراك التزام الولايات المتحدة الأمريكية بدعم الحكومة السورية، معتبراً أن سوريا تتميز بتاريخ عريق وحكومة جديدة شابة تسعى لتحقيق الازدهار.

باراك 1 سوريا تطلق خارطة طريق وطنية لمعالجة أوضاع السويداء.. والأردن وأميركا يؤكدان دعمهما

وقال باراك: “الخطوات التي تتخذها الحكومة السورية اليوم تاريخية، وبناء الثقة عملية تحدث تدريجياً وببطء لكنها تستمر لسنوات طويلة”، مضيفاً: إن الحكومة السورية بالتعاون مع الأردن تعمل على رعاية خارطة طريق تجمع الأجزاء المختلفة للوصول إلى صورة واضحة ومتكاملة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ساهمت في هذا المسعى لتحقيق الهدف المنشود.

وأوضح باراك أن الفترة الممتدة من كانون الأول 2024 حتى اليوم فترة قصيرة، لكنها شهدت بناء طرقات واسعة لأجيال قادمة، معتبراً أن هناك تحديات ومواقف سيتم التعامل معها خلال الطريق، مؤكداً أهمية تصميم خارطة طريق واضحة توجه العمل المستقبلي.

وأشار إلى أن سوريا اليوم تبني الأمل والثقة والتفاهم والتسامح، معرباً عن استعداد بلاده لتقديم المشورة والاستفادة من دروس الماضي وأخطائها لمساعدة الشعب السوري، ناقلاً تمنيات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسوريا بالنجاح في مسيرتها.

ورداً على سؤال مراسل سانا حول إمكانية تقديم الولايات المتحدة دعماً إنسانياً لسوريا ومساعدتها في إعادة الإعمار، قال باراك: “بالتأكيد، في العاشر من أيار الماضي اتخذ الرئيس ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان قراراً برفع العقوبات بشكل كامل عن سوريا، والتي كانت مفروضة لأكثر من 20 عاماً”.

وأضاف باراك: إن الولايات المتحدة تدرك موارد سوريا سواء داخل البلاد أو خارجها، وتسعى لدعمها لاستغلال مواردها في بناء بلدها بنفسها، مؤكداً أن توقيعه على الوثيقة نيابة عن الرئيس الأمريكي ووزير الخارجية يمثل التزاماً واضحاً لمساعدة سوريا.

وختم باراك بالقول: “نعمل مع جيران سوريا والدول ذات النفوذ في المنطقة، وبعض الدول التي لا نملك نفوذاً عليها بطرق أخرى، لجمع هذه الخيوط وتقديم الدعم اللازم لسوريا كي تقف على قدميها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.