العب للاستماع إلى الراديو

أردوغان يناشد زعماء العالم الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني

أردوغان يناشد زعماء العالم الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني

Like
21
0
الأربعاء, 24 سبتمبر 2025
أخبار

ناشد رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، زعماء العالم الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني المضطهد.

جاء ذلك في كلمة خلال جلسة افتتاح الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الأمريكية.

وأوضح أردوغان أنه يتحدث اليوم من منبر الأمم المتحدة باسم الشعب التركي والفلسطيني الذي يراد إسكات صوته، معربًا عن شكره لكل الدول التي أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، وداعيًا الدول التي لم تتخذ هذا القرار بعد إلى التحرك بأقرب وقت.

وتمنى أردوغان أن يكون اجتماع الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة خيرًا للبشرية جمعاء، معربًا عن سعادته للخطاب مجددًا من هذا المنبر الذي يمثل الضمير المشترك للإنسانية.

وهنأ رئيس الدورة الـ79 للجمعية العامة فيلمون يانغ بعد إتمامه رئاسة الجمعية العامة، وتمنى التوفيق للرئيسة الحالية، وزير الخارجية الألمانية السابقة أنالينا بيربوك.

وقال أردوغان: ” في بداية خطابي، وفي فترة يتم فيها الاعتراف بفلسطين من قبل عدد متزايد من البلدان، أود أن أعرب عن أسفي لعدم تمكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أن يكون بيننا اليوم شخصيًا، وإننا هنا اليوم على هذا المنبر لنتحدث باسم شعبنا والشعب الفلسطيني الذي يراد إسكات صوته”.

وتطرق أردوغان إلى توقيع ميثاق الأمم المتحدة قبل 80 عامًا في سان فرانسيسكو، ودخل حيز التنفيذ في 24 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1945، مبينًا أنه يرغب بالتذكير مرة أخرى بالكلمات الأولى من المادة الأولى في ميثاق تأسيس الأمم المتحدة.

وأضاف: “هدف الأمم المتحدة هو الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وبينما نحتفل في هذه القاعة بالذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، تجري أحداث خطيرة في العديد من مناطق العالم تلقي بظلالها على الكلمات الأولى من المادة الأولى من الميثاق التأسيسي، خاصة في غزة، حيث تستمر الإبادة الجماعية أمام أعيننا منذ أكثر من 700 يومًا”.

وأردف: “حتى ونحن مجتمعون يُقتل مدنيون في غزة الآن، إذ تجاوز عدد المدنيين الذين قتلوا في غزة 65 ألفًا، وما زال عدد الجثث تحت الأنقاض غير معروف، وأكثر من 20 ألفًا من القتلى هم أطفال، وفي أخر 23 شهرًا في غزة يُقتل بوحشية كل ساعة طفل واحد على يد إسرائيل”.

وتابع: “هؤلاء ليسوا أرقامًا، بل أرواح وأناس أبرياء، والآن يقتل الناس ليس بالسلاح فقط، بل بسلاح الجوع أيضًا، وفي القرن الـ21، وتحت أنظار العالم المتمدن، مات 428 شخصًا بينهم 146 طفلًا جوعًا، والعدد في ازدياد كل يوم”.

وخلال كلمته، عرض الرئيس أردوغان صورة تشرح الحياة اليومية في غزة، قائلًا: ” نساء يحملن أوعية بين أيديهن. رجاءً فلنضع جميعًا أيدينا على ضمائرنا ونجب، هل يمكن أن يكون لمثل هذه الهمجية أي سبب معقول في عام 2025؟ ولكن هذه المشاهد المخزية باسم الإنسانية تتكرر يوميًا في غزة منذ 23 شهرًا، إذ أن مليونين ونصف المليون إنسان من غزة الذين يعيشون داخل 365 كيلومترًا مربعًا، يُهجَّرون يوميًا ويُجبرون على النزوح إلى منطقة أخرى يوميًا”.

وشدد رئيس الجمهورية التركية على أن النظام الصحي في غزة منهار بالكامل، وأن الأطباء يقتلون أو يعتقلون، وتستهدف سيارات الإسعاف وتقصف المستشفيات وتدمر.

وأكد أن تلقي العلاج وإجراء العمليات الجراحية والعثور على الدواء لم تعد ممكنة هناك.

وأضاف: “انظروا، بصفتي طيب أردوغان، أقول هذا وقلبي محروق وينزف دمًا، حيث أن أطفالًا أبرياءً لا تتجاوز أعمارهم عامين أو ثلاثة بلا أيدٍ أو أرجل أو أطراف، أصبحوا للأسف الصورة المعتادة في غزة اليوم”.

كما أظهر أردوغان صورة لطفل وصل إلى مرحلة الموت جوعًا، وعلق عليها قائلًا: “أي ضمير يحتمل هذا؟ أي ضمير يمكن أن يسكت عن هذا؟ هل يمكن أن يعمّ السلام في عالم يموت فيه الأطفال جوعًا أو بسبب انعدام الدواء؟”.

وأشار إلى أن الجميع أمهات وآباء، ولديهم أبناء وأحفاد يخافون عليهم.

ولفت إلى أنه في حال وخزت شوكة صغيرة يد طفل في الولايات المتحدة الأمريكية وفي أوروبا وفي كل مكان بالعالم يحترف قلب والديه عليه، مبينًا أنه في غزة يتم بتر أيدي وسواعد وأرجل الأطفال دون إجراء تخدير.

وأردف: “عذرًا، لكن هذه هي قاع الإنسانية، ولم يشهد التاريخ الإنساني مثل هذه الوحشية في القرن الماضي، وكل ذلك يجري أمام أعيننا، فالإبادة الجماعية في غزة تُبث بشكل مباشر كل لحظة عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي”.

وذكر أردوغان أن إسرائيل قتلت حتى الآن بشكل متعمد 250 صحفيًا في غزة يعملون بوسائل إعلام محلية ودولية، وحظرت كل أشكال الدخول إلى غزة، لكنها رغم ذلك لم تستطع إخفاء الإبادة الجماعية.

وأعرب أردوغان عن تأييده الشديد للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي لفت الأنظار في كل فرصة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في الأراضي الفلسطينية، وهنئه مرة أخرى على شجاعته هذه.

وانتقد أردوغان عدم تمكن الأمم المتحدة من حماية حتى موظفيها في غزة، لافتًا إلى مقتل 500 شخص يسعون لتقديم المساعدة للناس في غزة، بينهم 326 من عاملي الأمم المتحدة.

وأكد أردوغان أن الإبادة الجماعية، مثل الهولوكوست، مفهوم مخز وغير إنساني ووحشي يستخدم للإبادة الجماعية للشعوب.

وأوضح الرئيس التركي أن ما يُقتل في غزة اليوم لا يقتصر على البشر.

وأضاف: “تُستهدف الحيوانات وتُقتل في غزة. تُدمر وتُلوث الأراضي الزراعية والحدائق والأشجار والعشب وأشجار الزيتون المعمرة والمياه. تُهدم المباني والمنازل والمكتبات والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والمباني التاريخية عمدًا في غزة. وقد اصبحت أرض غزة بلا فائدة للبشر والحيوانات والنباتات”.

وعرض أردوغان صورة أخرى لحشد من السكان بين الأبنية المدمرة قائلاً: “إليكم صورة أخرى. والآن أسألكم، ما علاقة هذه الصورة التي بين يدي بالسعي إلى الأمن؟ ألا يُسمى هذا عداءً للكائنات الحية، عداءً للحياة؟ أقولها بوضوح من هذا المنبر، لا توجد حرب في غزة. لا يمكن أن يكون هناك طرفان في غزة. من جهة، هناك جيش نظامي مُسلح بأحدث الأسلحة وأكثرها فتكًا، ومن جهة أخرى، المدنيون الأبرياء والأطفال الأبرياء. هذه ليست حربًا على الإرهاب. إنها سياسة احتلال وترحيل ونفي وإبادة جماعية، أو بالأحرى، سياسة قتل جماعي، تُنفذ تحت ستار أحداث 7 أكتوبر”.

أردوغان أضاف أن “غزة تُباد بذريعة حماس، وفي الوقت نفسه، يتم احتلال الضفة الغربية تدريجياً، رغم أن حماس لا تسيطر عليها، حيث يُقتل المدنيون الأبرياء بالإعدامات الميدانية”.

وتابع: “إسرائيل لا تكتفي بغزة والضفة الغربية، بل تشنّ هجمات على سوريا وإيران واليمن ولبنان، مما يشكّل تهديداً لسلامة المنطقة”. مذكّراً في هذا السياق بهجوم إسرائيل الأخير على الوفد المفاوض في قطر، الذي كان يجتمع من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال بخصوص الهجوم على قطر: “هذا الهجوم أظهر أن الحكومة الإسرائيلية فقدت السيطرة تماماً. لقد ثبت مرة أخرى أن نتنياهو لا ينوي صنع السلام ولا يريد إنقاذ الرهائن. ليس فقط الجيران، بل كل دول الشرق الأوسط تواجه تهديدات الحكومة الإسرائيلية المتهورة”.

واستطرد: “علينا أن ندرك حقيقة مهمة وهي أن العدوانية المتزايدة لإسرائيل قد ألحقت أضرارًا جسيمة بالقيم التي ظهرت في الغرب، وخاصة في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية. فحقوق الإنسان الأساسية، وحرية التعبير، وحرية الصحافة، وحرية التظاهر والاحتجاج، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل، والديمقراطية، والمساواة، والعدالة؛ كلها تم تهميشها”.

وأضاف: “علينا أن نرى أن الحكومة الإسرائيلية التي تتحرك بهوس “الأراضي الموعودة”، تنتهج سياسة توسعية تهدد السلام الإقليمي والمكتسبات المشتركة للبشرية. والقدس الشريف، المدينة المقدسة للأديان السماوية الثلاثة، والميراث المشترك للإنسانية، هي الهدف المباشر لهذا التطرف”.

كما أشار إلى أن هذه الحالة الجنونية التي تثير غضب اليهود أصحاب الضمير، الذين لا يوافقون عليها، بل وتؤجج معاداة السامية في أنحاء العالم، لا يمكن أن تستمر أكثر من ذلك.

وشدد على وجوب تحقيق وقف إطلاق نار في غزة بأقرب وقت، وإيقاف الهجمات والسماح للمساعدات الإنسانية بدخول غزة دون عوائق ومحاسبة مرتكبي الإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي، معرباً عن أمله في أن هذا سيحدث.

وأكد أردوغان أن كل من لا يرفع صوته ولا يتخذ موقفًا ضد الهمجية في غزة، فهو شريك في هذه الوحشية.

وأضاف: “أخاطب جميع قادة العالم: اليوم هو اليوم المنشود. اليوم هو يوم الوقوف بثبات إلى جانب المظلومين الفلسطينيين باسم الإنسانية. بينما شعوبكم تعبّر عن غضبها تجاه الوحشية في غزة، أظهروا أنتم أيضاً شجاعتكم خطوة بخطوة. قوموا بواجبكم الإنساني تجاه غزة، حيث يربّي الأطفالُ أطفالاً هناك”.

واستطرد: “بهذه المناسبة، أبعث بأحرّ التحيات إلى جميع المدافعين عن فلسطين في مختلف دول العالم، من الأكاديميين والفنانين والسياسيين والناشطين والطلاب، الذين خرجوا إلى الساحات وأبحروا في البحار من أجل دعم ومؤازرة الأبرياء الغزّيين”.

وفي الشأن السوري، قال أردوغان: “على مدى 13 عاما حدثتكم من على هذا المنبر عن المظالم والصراعات التي شهدتها جارتنا سوريا، وكما نرفع اليوم صوتنا من أجل المظلومين في غزة، فقد لفتنا الانتباه طوال 13 عاما إلى صرخات السوريين، كنا هنا صوتا ونفسا لهم”.

وأوضح أن “الظلم الذي أودى بحياة مليون إنسان وتسبب في تهجير الملايين من وطنهم، قد أصبح بحمد الله مع ثورة 8 ديسمبر طيّ النسيان”.

وأضاف: “لقد فتح أشقاؤنا السوريون اعتبارا من 8 ديسمبر أبواب مرحلة جديدة”.

وأعرب عن اعتقاده بأن “الشعب السوري الذي انتصر في معركته ضد نظام تلطخت أيديه بالدماء، سيتوج بإذن الله النصر الذي حققه بعد التضحيات الكبيرة، بتحقيق تطلعاته”.

وأكد أن تركيا ستدعم بكل إمكانياتها رؤية سوريا موحدة ومتكاملة، ويسودها الأمن، وخالية من كل أشكال الإرهاب وعلى رأسها داعش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.