العب للاستماع إلى الراديو
أكد رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع أن الجغرافيا السورية مترابطة ولا يمكن للساحل السوري أو أي منطقة أخرى أن تكون كياناً منفصلاً أو صاحب سلطة مستقلة عن بقية الوطن، مشدداً على أن الحديث عن الفيدرالية لا يختلف كثيراً عن نمط الإدارة المحلية المعمول به حالياً في البلاد، مع إمكانية إدخال بعض التعديلات القانونية والتنظيمية البسيطة.
وجاء حديث الرئيس الشرع خلال مشاركته عبر اتصال فيديو في اجتماع موسّع عُقد في محافظة اللاذقية يوم الخميس 27 تشرين الثاني، حيث دعا إلى فهم أعمق لواقع الدولة ومفهوم الإدارة، مؤكداً أن الحكومة تواجه اعتراضات متكررة بسبب غياب السلطة المتوافق عليها بشكل كامل، وتعمل على إدارة هذه المرحلة وفق رؤية تراعي الظروف الوطنية ومتطلبات المستقبل.
وتطرّق الشرع إلى الاحتجاجات التي شهدتها المحافظة قبل يومين، معرباً عن تفهّمه للمطالب التي طرحها المواطنون خلال الاحتجاجات، واصفاً بعضها بأنه “مطالب محقة” بينما تحمل أخرى طابعاً سياسياً. وأشار إلى أنّ سوريا حققت هذا العام تقدماً ملموساً في عدة مجالات، وأن الساحل السوري حظي بأولوية اقتصادية كمنفذ حيوي على أهم الممرات التجارية الإقليمية والعالمية.
وفي ما يتعلق بمستقبل الساحل السوري، قال الرئيس إن المنطقة مرشحة لتكون محوراً اقتصادياً لربط سوريا بدول الجوار وتعزيز الشراكات التجارية والتنموية، مؤكداً في الوقت ذاته أن التنوع الطائفي والاجتماعي في الساحل يشكل قوة للدولة السورية وليس سبباً للانقسام.
وحول الشعارات التي رُفعت خلال الاحتجاجات مطالِبة بالانفصال أو الفيدرالية، شدد الشرع على أن هذه الطروحات غالباً ما تأتي نتيجة مصالح ضيقة أو جهل بطبيعة الدولة السورية، لافتاً إلى أن حتى الدول الفيدرالية تحتفظ بمركزية قوية في المؤسسات السيادية مثل الدفاع والأمن والخارجية والاقتصاد.
وأضاف أن كل فرد في سوريا هو شريك في صناعة الحاضر والتاريخ، ولا يمكن لأي جهة أن تعتبر نفسها منفصلة أو قادرة على إدارة نفسها بمعزل عن الدولة، موضحاً أن الحكومة تعمل اليوم على تعزيز التنمية الاقتصادية وحماية البلاد من الأخطار الداخلية والخارجية، في حين تقف سوريا أمام مرحلة مفصلية تستدعي وعياً وطنياً جماعياً وأهدافاً بعيدة المدى.
وختم الرئيس حديثه بالقول إن الدول التي شهدت تقاسماً للسلطة خلال العقود الماضية تعيش اليوم تراجعاً واضحاً، بينما تمكنت سوريا من تجاوز أخطر مراحلها بفضل سياسة الدولة وتفاعل المجتمع السوري، مشيراً إلى أن المرحلة الجديدة بدأت مع انطلاق معركة ردع العدوان التي شكلت منعطفاً تاريخياً في مسار البلاد.
وفي سياقٍ متصل، أكد الرئيس الشرع في اتصال هاتفي منفصل مع محافظ اللاذقية نُشر اليوم على المعرفات الرسمية للمحافظة، دعمه الكامل للجهود الرامية إلى تعزيز السلم الأهلي وترسيخ الاستقرار المجتمعي، مشدداً على ضرورة تفعيل دور لجان الأحياء والإصغاء لمطالب الأهالي والعمل بروح جماعية لمواجهة الظروف الحالية.
وأعرب الرئيس عن تقديره الكبير لوعي أهالي اللاذقية وحرصهم على التهدئة والوحدة الوطنية، مشيداً بتكاتف مختلف الفعاليات الشعبية والرسمية. وتزامن هذا الاتصال مع اجتماع موسّع داخل مبنى المحافظة بحضور شخصيات اجتماعية ورسمية.
#سوريا #أحمد_الشرع #اللاذقية #الساحل_السوري #الفيدرالية #الوحدة_الوطنية #الإدارة_المحلية #السلم_الأهلي #الأمن_المجتمعي #سياسة #أخبار_سورية