العب للاستماع إلى الراديو

الذكرى الثانية عشرة لمجزرة الكيماوي في غوطة دمشق… مأساة لم تُنسَ ونداء للعدالة

الذكرى الثانية عشرة لمجزرة الكيماوي في غوطة دمشق… مأساة لم تُنسَ ونداء للعدالة

Like
55
6
الخميس, 21 أغسطس 2025
الاخبار

الذكرى الثانية عشرة لمجزرة الكيماوي في غوطة دمشق… مأساة لم تُنسَ ونداء للعدالة

يصادف اليوم الذكرى الثانية عشرة لمجزرة الكيماوي التي ارتكبها النظام البائد بحق المدنيين في غوطة دمشق عام 2013، والتي شكلت واحدة من أبشع الجرائم، ففي هجوم مباغت استخدمت قوات النظام البائد غاز السارين المحظور دولياً، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 1400 مدني، بينهم 200 طفل وامرأة، وإصابة آلاف آخرين بأعراض اختناق وتسمم مروعة.

لم تكن هذه المجزرة حادثة عابرة، بل محطة فاصلة كشفت عن وحشية ذلك النظام الذي لم يتردد في استهداف المدنيين وهم نائمون بصواريخ تحمل غاز السارين عند الساعة الثانية فجراً في بلدات زملكا، عين ترما، حمورية، سقبا، دوما، المليحة، كفر بطنا، وجسرين، والمعضمية، حيث انتشر الغاز سريعاً في الأحياء والمنازل، محدثاً مشاهد مأساوية لعائلات استشهدت بالكامل على فراشها، بينما عجزت المشافي الميدانية عن استيعاب الأعداد الهائلة من المصابين بسبب نقص المعدات والأدوية.

وأظهرت التقارير الطبية إصابات باضطرابات حادة في التنفس، وتوسع حدقة العين، وتشنجات عضلية، إلى جانب ظهور زبد على فم الضحايا، فيما استهدف النظام المشافي نفسها خلال محاولات إنقاذ المصابين، في انتهاك صارخ لكل معايير الإنسانية. وللتغطية على جريمته، عمد النظام إلى تقديم خرائط مزيفة للمواقع المستهدفة واحتجاز ذوي الضحايا لإجبارهم على الإدلاء بشهادات مزيفة أمام لجان أممية.

وبعد ثلاثة أيام، وصلت فرق مفتشي الأمم المتحدة إلى دمشق، وجمعت عينات أكدت استخدام غاز السارين، ما دفع مجلس الأمن الدولي إلى تبني القرار رقم 2118 في أيلول 2013، الذي نص على تفكيك الترسانة الكيماوية تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، ورغم ذلك، تكررت الهجمات الكيماوية لاحقاً في مناطق مثل خان شيخون ودوما، ما أثار مخاوف بشأن استمرار النظام في الاحتفاظ بأجزاء من مخزونه.

وخلصت بعثة الأمم المتحدة في تقرير نشره الأمين العام “بان كي مون” في 16 أيلول 2013، إلى أن “الأسلحة الكيميائية استخدمت في النزاع في سوريا، بما في ذلك ضد المدنيين والأطفال على نطاق واسع نسبياً”، مؤكداً أن النتائج قاطعة ولا تقبل الجدل.

وشهدت شهادات الناجين والممرضين على حجم المأساة، حيث وصفت في تصريح لـ سانا الممرضة من المشفى الميداني بالمعضمية هناء حسنين تداعيات الهجوم قائلة: إن “أجساد الضحايا كانت منتفخة والزبد يخرج من أفواههم، وعيونهم متوسعة، ولم نكن نملك خبرة أو أدوات للتعامل مع هذه الحالات، فاضطررنا لاستخدام الماء والخل والبصل، وسط نقص حاد في الأدوية والأكسجين”.

وأضافت حسنين: كان النظام البائد آنذاك يحاصر المدينة بشكل خانق، فلا أدوية ولا أكسجين، ولم يكتفِ بإطلاق غاز السارين، بل حاول اقتحام المدينة من أكثر من جهة، وقصف بالطيران عدداً من الأحياء ما زاد في عدد الشهداء والجرحى الذين افترشوا الشوارع، حتى أصبح المسعف بحاجة إلى مساعدة والطبيب يحتاج لمن يعالجه، مشيرة إلى أن الكادر الطبي ظهرت عليه الأعراض أيضاً وفقد القدرة على إنقاذ الضحايا.

أما الناجون والشهود مثل طارق سليمان وزوجته هالة شعبان والدكتور إياد صطيف، فاستذكروا في تصريحات لـ سانا مشاهد الخوف والهلع، والجهود المضنية لإنقاذ الأطفال والنساء والرجال، بينما انتشرت الجثث في الشوارع والمستشفيات الميدانية، وسط عجز الكوادر الطبية عن التعامل مع الأعداد الهائلة من الضحايا.

وقال سليمان: أسرعت مع زوجتي بحمل طفلتي بعمر عامين والأخرى بعمر ستة أشهر والخروج إلى مناطق عالية، ثم خرجنا بالسيارة إلى بلدة حزة، وعدت لإنقاذ المصابين وإسعافهم إلى مشفى كفر بطنا، حيث كان الضحايا يتنفسون بصعوبة والإسعافات كانت تقتصر على رش الماء ووضع أقنعة التنفس لكن كانت الأعداد كبيرة وخاصة بين الأطفال.

بدوره وصف الدكتور صطيف المشهد بقوله: “بينما كنت أمشي بين الجثث وأنا متعب سمعت صوتاً من خلفي “دكتور كرمال الله شفلي هالصغار عايشين”، التفت وإذا برجل يحمل توءمين من الأطفال بعمر 6 أشهر، وضعت يدي على النبض، لا شيء، وجوه شاحبة باردة وأطفال شهداء نيام، وصلت لمرحلة لم أعد أستطيع الحراك ووقعت أرضاً، لقد كانت مشاهد كثيرة ومهولة”.

من جهته استرجع عضو المكتب الإعلامي آنذاك نور الدين مخابر والمعروف تحت مسمى “داني قباني”، شريط ذكرياته وما عاشه في تلك اللحظات بعد محاولاته لإنقاذ المصابين ونقل الضحايا حيث كانت الشوارع تغص بهم، وقال: “عند وصولي المشفى، رأيت جثثاً ملقاة وكان الناس يرشون الماء على المصابين ويحاولون تحريكهم، ثم دخلت إلى قبو المشفى، فوجدت عشرات الجثث والأطباء محبطون يحاولون إنعاش المصابين، بعضهم يظهر عليه حركات لا إرادية والكثير بلا حركة نهائياً”، مشيراً إلى أن أغلب الضحايا كانوا يعانون سوء تغذية بسبب الحصار الذي كان يفرضه النظام البائد على مدينة معضمية الشام.

إلى ذلك، أكد المصور عامر الموهباني “الشامي”، أن المجزرة شكلت صدمة غير مسبوقة، إذ اضطر الأهالي إلى دفن الشهداء في مقابر جماعية بسبب العدد الكبير، وهو ما يجعل الذكرى الثانية عشرة لهذا الحدث محطة لتأكيد ضرورة تحقيق العدالة ومحاسبة المجرمين، لضمان عدم الإفلات من العقاب وإرساء دولة القانون والمؤسسات في سوريا المستقبل.

وأضاف: كانت جميع المستشفيات تعيش نفس الواقع الأليم من حيث نقص المعدات الأدوية، حتى بدأنا نستوعب شيئاً فشيئاً ما يحدث وتوثيق ما يحدث، كانت مجزرة رهيبة لم نشهد لها مثيلاً في التاريخ، وفي النهاية تم إنشاء مقبرة جماعية لدفن الشهداء لأن الأعداد هائلة، حيث تم حفر قبور وخنادق طويلة بعمق متر ونصف وطول ثلاثين أو أربعين متراً في مكان بجوار حي المزرعة.

وشدد الموهباني على أن الذكرى الثانية عشرة لهذه المجزرة تحمل أهمية خاصة مع انتصار الثورة، لتعيد التأكيد أن تحقيق العدالة ومحاسبة المجرمين مهما طال الزمن، يعد شرطاً أساسياً لإرساء دولة القانون والمؤسسات في سوريا المستقبل، التي لا مكان فيها للإفلات من العقاب أو تكرار الانتهاكات بحق المدنيين.

6 Comments

  1. Really well-written article! 👏 I enjoyed the way you broke down the topic—it feels very genuine and helpful, not just theory. The practical tips make it easy for readers like me to connect and actually take something useful away.At meinestadtkleinanzeigen.de , we’re building a directory and classifieds platform in Germany where people can discover businesses, services, and opportunities across many categories. That’s why I especially value content like yours, because it shows how sharing knowledge online can really create connections.Keep up the great work—I’ll definitely be following along for more insights! 🚀

  2. Great article, thanks for sharing such valuable insights! 🙌 I really appreciate the way you explained the topic so clearly and made it easy to understand. It’s rare to find content that is both informative and practical like this. By the way, I recently came across a helpful platform called profis-vor-ort.de — it connects people quickly with local experts and services in Germany. I think it could be a great resource for anyone interested in finding trustworthy professionals nearby. Keep up the great work, I’ll definitely be following your future posts!

  3. Great article, thanks for sharing such valuable insights! 🙌 I really appreciate the way you explained the topic so clearly and made it easy to understand. It’s rare to find content that is both informative and practical like this. By the way, I recently came across a helpful platform called profis-vor-ort.de — it connects people quickly with local experts and services in Germany. I think it could be a great resource for anyone interested in finding trustworthy professionals nearby. Keep up the great work, I’ll definitely be following your future posts!

  4. Great article, thanks for sharing such valuable insights! 🙌 I really appreciate the way you explained the topic so clearly and made it easy to understand. It’s rare to find content that is both informative and practical like this. By the way, I recently came across a helpful platform called profis-vor-ort.de — it connects people quickly with local experts and services in Germany. I think it could be a great resource for anyone interested in finding trustworthy professionals nearby. Keep up the great work, I’ll definitely be following your future posts!

  5. mymissav.cc says:

    Hmmm iis anyone else having problems with the ppictures onn this blog loading?

    I’m trying to fiind out iif iits a problemm onn my end or if it’s thee blog.
    Anny responsds would be greatly appreciated.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.