أكد رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان أن اتفاقية مقاتلات “يوروفايتر تايفون” الموقعة مع بريطانيا تمثل علامة جديدة في مسار العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، مشيراً إلى أنها ستفتح الباب أمام مشاريع مشتركة في مجالات الصناعات الدفاعية والطاقة والتكنولوجيا.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده أردوغان مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في العاصمة أنقرة، عقب توقيع اتفاقية تعاون شاملة بشأن مقاتلات “يوروفايتر تايفون” الأوروبية، والتي تُعد من الجيل الرابع والنصف، صُممت لتحقيق التفوق الجوي وتنفيذ ضربات دقيقة ضد الأهداف الأرضية.
وأوضح أردوغان أن هذه الخطوة تعكس عمق العلاقات بين أنقرة ولندن، وتؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الثنائي تشمل التبادل التجاري، والاستثمارات المتبادلة، وتحديث اتفاقية التجارة الحرة، مشيراً إلى أن الجانبين يهدفان إلى رفع حجم التبادل التجاري إلى أربعين مليار دولار سنوياً.
وفي الشأن السوري، شدد أردوغان على أن تحقيق الاستقرار الدائم في سوريا لن يكون ممكناً إلا من خلال دعم الحكومة السورية الجديدة، مشيراً إلى أن بلاده وبريطانيا اتفقتا على ضرورة منع الجهات الداخلية والخارجية من جرّ البلاد نحو مزيد من عدم الاستقرار.
وأضاف أن تركيا تتابع الجهود التي تبذلها الإدارة السورية الحالية لضبط الأمن وملاحقة فلول النظام السابق، مؤكداً أن استقرار سوريا يصب في مصلحة أمن المنطقة والعالم، وأن بلاده تساند كل المبادرات الهادفة إلى تحقيق الأمن ووحدة الأراضي السورية.
كما تطرق أردوغان إلى الوضع الإنساني في غزة، داعياً إلى إيصال المساعدات العاجلة لسكان القطاع، ومشدداً على ضرورة لجم حكومة الاحتلال الإسرائيلي والحفاظ على وقف إطلاق النار.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن إطلاق شراكة استراتيجية جديدة بين بلاده وتركيا، معتبراً أن هذا اليوم “يوم تاريخي” في مسار العلاقات بين البلدين.
وأوضح ستارمر أن بريطانيا ستزوّد تركيا بـعشرين مقاتلة من طراز “يوروفايتر تايفون” مع إمكانية شراء المزيد في المستقبل، مؤكداً أن هذه الصفقة ستعزز الأمن داخل حلف شمال الأطلسي، وتساهم في رفع مستوى التعاون الدفاعي بين أنقرة ولندن.
وبيّن ستارمر أن بيع هذه الطائرات سيعود بالنفع الاقتصادي على البلدين، إذ سيوفر أكثر من عشرين ألف فرصة عمل في بريطانيا، إلى جانب دعم القدرات الدفاعية التركية التي تحمي الجناح الجنوبي الشرقي لحلف الناتو.
وأشار رئيس الوزراء البريطاني إلى أن بلاده وتركيا تعملان معاً في ملفات الأمن، ومكافحة الإرهاب، والهجرة، والطاقة، إضافة إلى دعم الجهود المشتركة من أجل السلام في الشرق الأوسط، لافتاً إلى “الدور الفاعل” الذي يلعبه الرئيس أردوغان في مسار خطة السلام في غزة.
وفي ختام المؤتمر، أعلن ستارمر عن إعادة إطلاق منتدى “اللسان العذب” التركي البريطاني الذي يجمع البرلمانيين ورجال الأعمال والأكاديميين والعلماء من الجانبين، مشيراً إلى أن المنتدى سيساهم في تعزيز الحوار والتعاون العلمي والاقتصادي بين البلدين.
#تركيا #بريطانيا #سوريا #يوروفايتر #أردوغان #كير_ستارمر #أنقرة #ناتو #غزة #صدى_الفرات
