العب للاستماع إلى الراديو

سبعيني يجمع خمسةَ آلاف فنجان تروي ذاكرة القهوة والشاي بتركيا

سبعيني يجمع خمسةَ آلاف فنجان تروي ذاكرة القهوة والشاي بتركيا

Like
36
0
الأحد, 09 نوفمبر 2025
الاخبار

على مدى خمسة عشر عاماً، جاب أحمد سلمان، البالغ من العمر 73 عاماً والمتقاعد حالياً، أسواق إسطنبول القديمة بحثاً عن فناجين قهوة، دلال، وأكواب شاي، ليكوّن مجموعة ضخمة تجاوزت خمسة آلاف قطعة. وتحولت هذه المجموعة اليوم إلى معرض يحكي تاريخ القهوة والشاي في الثقافة التركية من بدايات القرن العشرين وحتى الوقت الحاضر.

بدأ سلمان رحلته عام 2010 حين بدأ يتردد على أسواق الأشياء المستعملة، ولاحظ تنوع فناجين القهوة التي تعود إلى مراحل مختلفة من التاريخ التركي. وسرعان ما جذبته هذه القطع، فاشترى آلافها واحدة تلو الأخرى، حتى أصبح يمتلك واحدة من أكبر المجموعات الخاصة في تركيا.

تضم مجموعته فناجين قهوة، وأكواب شاي مصنوعة يدوياً أو في مصانع قديمة، يعود بعضها إلى بدايات القرن العشرين، ويعرضها اليوم في خان تاريخي بمنطقة “فاتح” بإسطنبول.


ذاكرة مجتمع تُروى عبر الفناجين

في حديث لوكالة الأناضول، قال سلمان إنه لا يزال يشتري قطعاً جديدة كلما صادف شيئاً مميزاً في الأسواق. وأضاف: “ثقافة القهوة والشاي تحتل مكانة كبيرة في تركيا، لذلك تجد في مجموعتي فناجين بأحجام وأشكال ونقوش وتواريخ مختلفة”.

وأوضح أنه جمع معظم القطع من منطقتي “أمينونو” و”بيازيد” التاريخيتين في إسطنبول، بمجهوده الشخصي على مدى 15 عاماً، مشيراً إلى أن “الفناجين في الماضي كانت أصغر حجماً لأن القهوة كانت نادرة وغالية الثمن”.

وتابع: “خلال حرب الاستقلال، عندما انقطعت القهوة، بدأ الناس بتقديم قهوة الحمص بدلاً منها. اليوم لدينا فناجين يعود عمر بعضها لأكثر من 100 عام”.


تراث حي وليس ملكاً شخصياً

وأكد سلمان أنه يحلم بتحويل مجموعته إلى معرض في متحف عام، قائلاً: “هذه المجموعة ليست ملكاً لي وحدي، بل هي جزء من الذاكرة الثقافية للمجتمع. كل قطعة تحمل جهداً لإنسان، الفنان الذي رسم الزخارف، والحرفي الذي صنعها بيده”.

وتابع: “لو رأى أحد هؤلاء الحرفيين عمله معروضاً في متحف، سيكون ذلك حافزاً كبيراً لمواصلة الإبداع. يجب ألا تُنسى هذه الأيدي الماهرة”.


كل فنجان يحمل قصة

وأشار سلمان إلى رفوفه الممتلئة بفناجين القهوة وأكواب الشاي، قائلاً: “كل فنجان من هذه الفناجين شهد لحظات من حياتنا، كانت تُستخدم لتقديم القهوة والشاي في الزيارات العائلية والأفراح والأتراح“.

وأضاف: “كل فنجان له قصة، ولو كان بإمكانه التحدث لروى كيف شارك أفراحنا وأحزاننا”.

وأوضح أنه يرفض بيع أي من القطع رغم العروض المتكررة، مشيراً إلى أن “هدفي ليس الاحتفاظ بها لنفسي، بل أن يستفيد منها الجميع”. وختم قائلاً: “هذه المجموعة ليست ملكاً فردياً، بل ذاكرة جماعية نريد الحفاظ عليها“.

وتعد القهوة والشاي من أبرز مكونات الثقافة الاجتماعية في تركيا، حيث ارتبطت بهما طقوس الضيافة والتواصل منذ العهد العثماني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.