العب للاستماع إلى الراديو
تعيش محافظة السويداء حالة خطيرة من الانفلات الأمني وتصاعد الجريمة المنظمة، وسط انتشار غير مسبوق لحوادث الخطف والسرقة وإطلاق النار، في ظل تراجع دور الدولة وتقدم الميليشيات للسيطرة على المشهد.
وفي حادثة أثارت غضب الأهالي، اختُطف صائغ في ساحة الفرسان وتم الاعتداء عليه بوحشية وسرقة نحو نصف كيلوغرام من الذهب. كما شهد دوار العمران حادث إطلاق نار مروّع أدى إلى مقتل شاب وإصابة ثلاثة آخرين، في مشهد يوحي بانتشار أسلحة متوسطة واستخدامها بلا رادع.
وتبرز ميليشيا “الحرس الوطني” التابعة لحكمت الهجري، إلى جانب تشكيلات مسلحة أخرى، كقوى مهيمنة تفرض نفوذها عبر هياكل موازية مثل “اللجنة القانونية العليا”، التي تتدخل في المؤسسات الحكومية وحتى النقابات، وتجمّد بعض أعمالها، ما يعكس توسعاً تدريجياً في السيطرة على مفاصل الدولة.
كما نفذت الميليشيا مؤخراً حملة اعتقالات طالت رجال دين ووجهاء من بينهم الشيخ رائد المتني والشيخ مروان رزق، وتُظهر الصور المتداولة تعرض بعض المعتقلين للإذلال، بما في ذلك حلق لحاهم قسراً، في انتهاك أثار استياءً واسعاً.
وفي فراغ السلطة، تنشط عصابات متخصصة بالخطف والسرقة وتجارة المخدرات، وبلغت الجرأة حد اقتحام منزل عائلة مدير أمن السويداء نفسه من قبل ملثمين، ما يطرح أسئلة حول العلاقة المحتملة بين هذه العصابات والميليشيات الأكثر تنظيماً.
هذا الوضع المعقّد تغذّيه عوامل عدة، منها تعدد السلطات وانتشار السلاح وتدهور الأوضاع الاقتصادية وضعف القضاء، ما يدفع المواطنين لفقدان الثقة بأي جهة قادرة على حمايتهم، ويزيد مخاوف التهجير الداخلي وتفاقم الاحتقان المجتمعي.
#السويداء #سوريا #انفلات_أمني #الحرس_الوطني #ميليشيات #جرائم_منظمة #خطف #مخدرات