العب للاستماع إلى الراديو
تواجه العائلات السورية التي عادت من لبنان مؤخراً، بسبب تصاعد التوترات، ظروفاً إنسانية قاهرة نتيجة دمار منازلها وغياب المساعدات من قبل النظام.
وتزداد معاناة هذه العائلات بسبب تركها ممتلكاتها تحت وطأة القصف المتصاعد، وخوضها رحلة عودة محفوفة بالمخاطر نتيجة القصف الإسرائيلي من جهة، وتدقيق قوات النظام السوري على الحدود من جهة أخرى.
وبحسب محمد الياسمين، أحد سكان مدينة نوى بريف درعا، فإن رحلة العودة كانت مليئة بالمشقة والخوف، بسبب القصف الإسرائيلي المستمر، وعدم تمكنهم من أخذ شيء معهم، إضافة إلى التحديات عند الحدود وإجبارهم على تصريف 100 دولار لكل فرد مقابل الدخول إلى سوريا.
وأشار الياسمين إلى أنه لم يكن يملك المبلغ المطلوب، واضطر لاقتراض 1000 دولار ليتمكن هو وعائلته من العبور، وفقاً لما نقله موقع “تجمع أحرار حوران” المحلي.
وأضاف: “بعد أن عبرنا الحدود، تم توقيفنا عند نقطة أمنية وطلب منا مراجعة أحد الفروع الأمنية في العاصمة دمشق بعد عشرة أيام، ما زاد من خوفنا من المصير المجهول الذي ينتظرنا”.
وعند وصولهم إلى نوى، وجد الياسمين وعائلته منزلهم القديم مدمراً جزئياً وغير صالح للسكن بسبب قصف قوات النظام، لكنه تمكن من ترميم جزء منه بمساعدة أقربائه وجيرانه.
كما أشار إلى أنهم لم يتلقوا أي مساعدات من النظام السوري رغم مضي عدة أيام على وصولهم، وقيام مؤسسات النظام بتسجيل بيانات العائدين بشكل دقيق، وسؤالهم عن أسباب الخروج من سوريا والعودة إليها، وعن حياتهم وعملهم في لبنان.
ورغم قسوة الظروف، ساهمت المبادرات الأهلية في تقديم بعض الدعم للعائدين، حيث تلقت العائلات العائدة مساعدات عينية من الجيران والأقارب لتأمين احتياجاتهم الأساسية، لا سيما أن القسم الأكبر من معيلي تلك العائلات كانوا عمال مياومة في لبنان.