العب للاستماع إلى الراديو

حلب السورية.. التراث العثماني ينتظر إعادة الإعمار

حلب السورية.. التراث العثماني ينتظر إعادة الإعمار

Like
47
3
السبت, 20 سبتمبر 2025
أخبار

تعرّضت المعالم العثمانية في مدينة حلب السورية لأضرار جسيمة جراء قصف النظام المخلوع خلال سنوات الحرب، ولا تزال هذه الآثار التاريخية بانتظار إعادة إحيائها.

وتعد حلب التي دخلت تحت الحكم العثماني عام 1516 في عهد السلطان سليم الأول، ووصفت عبر آلاف السنين بأنها مهد الحضارات، من أكثر المدن السورية تضررا بفعل الحرب.

ودمر القصف والاشتباكات أسواق المدينة وخاناتها وحماماتها التاريخية التي شكلت يوما ما متحفا مفتوحا للعمارة العثمانية.

وتضررت بفعل هجمات النظام المخلوع معالم بارزة في المدينة مثل باب أنطاكية، وجامع بهرام باشا (البهرمية)، وخان الجمرك، وخان القاضي، وخان الصابون، وحمام وجامع سوق بشير باشا، وسوق المدينة القديمة، وقلعة حلب، وخان الشونة وخان الحاج موسى الأميري.

– شاهدة على الحضارات

وقال الباحث الحلبي غزوان بوسطه جي للأناضول إن المدينة، “التي عرفت عبر العصور بأسماء مثل بيرويا، وحلَبَا، وخَلَبُو، كانت شاهدة على جميع الحضارات التي ازدهرت في منطقة شرق المتوسط وكانت مركزا تجاريا هاما.

وأشار إلى أن “تاريخ قلعة حلب يعود إلى القرن 13 قبل الميلاد، حيث وجد فيها معبد مكرس لإله العاصفة والخصب (حدد)، وكان الناس يقصدون المدينة للحج وتقديم النذور”.

وأوضح بوسطه جي، أن القوافل “كانت تدخل من باب أنطاكية متجهة إلى المعبد، فيما كان الملك زمري ليم يأتي ليقدّم القرابين، ومنذ ذلك الوقت ظلت المدينة مركزا تجاريا نشطا، حيث كان الحجاج يجلبون الهدايا من مكة ويعودون بذكريات من حلب المقدسة”.

وأضاف أن “آثار ذلك المعبد ما زالت قائمة”، لافتا إلى أن المدينة “في العهد العثماني كانت مركزا عالميا للتجارة على طريق الحرير، وأن كرم أهلها جعلهم تجارا ناجحين”.

** مدينة الخانات والحمامات

وأوضح بوسطه جي أن حلب كانت تُعرف بـ”أم الخانات والحمامات”، حيث خصص الطابق الأرضي من الخانات للبضائع، والطابق العلوي للتجار، مع توفير كل الاحتياجات من مسجد ومطبخ وحمام وحتى أماكن للفقراء والتكايا.

وتابع: “كل وال كان يسعى لترك بصمته في حلب، فبهرام باشا شيد جامع البهرمية وحماما ومقهى، كما أن مدرسة الرضائية ما زالت تعرف حتى اليوم بالمدرسة العثمانية”.

ولفت بوسطه جي، إلى أن المعالم العثمانية “شملت أيضا جامع العادلية، وجامع الكيزواني، وخان الميسر، وخان الزعيم وخان الجديد.

وأضاف: “المعمار سنان أنشأ المدرسة الخسروية باسم الوالي خسرو باشا، ولاحظ براعة البنّائين الحلبيين فاصطحب بعضهم إلى إسطنبول”.

– لم تستثنِ الحرب أي أثر

وأكد بوسطه جي أن الحرب “دمرت العديد من الأبنية التاريخية، بما في ذلك الجامع والحمام والسوق التاريخي في المدينة القديمة”.

وتابع: “استُهدفت المساجد والتكايا والأسواق (..) كانت حلب متحفا مفتوحا يضم آثارا أموية وعباسية ومملوكية وعثمانية، لكن الحرب لم ترحم شيئًا، حتى الجامع الكبير والأسواق قُصفت”.

– سنُعيد بناء حلب

وأشار بوسطه جي إلى أن “النظام المخلوع كان قد دمر قبل الحرب أحياء وأسواقا بحجة فتح الطرق، وبنى بدلًا منها أبراجًا إسمنتية.

وأضاف: “عندما رأيت سوق المدينة مدمرا شعرت وكأني فقدت شخصا عزيزا، هذا السوق كان جزءا من طفولتنا وحياتنا”.

وفيما تبقى مدينة حلب، واحدة من أقدم مناطق الاستيطان في التاريخ الإنساني، وجزءًا أساسيًا من الذاكرة الجماعية العالمية، ختم بوسطه جي بالقول: “النظام والحرب حاولا طمس هويتنا، لكن الحلبيين أصحاب عزيمة، وسنعيد بناء حلب”.

وتعد مدينة حلب من أكثر المدن السورية تضررًا خلال الحرب التي اندلعت عام 2011، إذ تحولت منذ منتصف 2012 إلى ساحة قتال رئيسية بين قوات النظام آنذاك والمعارضة، وانقسمت بين غرب تحت سيطرة النظام وشرق خاضع للمعارضة.

القصف الجوي والمدفعي والحصار الذي نفذه النظام المخلوع أدى إلى دمار واسع، طال خصوصا الأحياء الشرقية والمدينة القديمة المسجّلة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث تعرضت عشرات الآلاف من المباني لأضرار جزئية أو كلية.

ومع التدخل العسكري الروسي في سبتمبر/ أيلول 2015، والدعم الميداني الإيراني، تمكن النظام من تغيير ميزان القوى لصالحه، لينتهي الأمر بسيطرته الكاملة على حلب في ديسمبر/ كانون الأول 2016، بعد حصار ومعارك عنيفة أجبرت الفصائل المعارضة على الانسحاب.

وأسفرت تلك المعارك عن نزوح مئات الآلاف وتدمير البنية التحتية، ما جعل حلب نموذجًا بارزًا لحجم الدمار الذي خلفته الحرب السورية.

وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية بذلك 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 عامًا من حكم عائلة الأسد.

وبسقوط العاصمة دمشق، أطيح بنظام بشار الأسد بعد 24 سنة أمضاها في الحكم، ما مثل نقطة تحول فارقة في تاريخ البلاد السياسي والمعاصر.

ومنذ ذلك الحين، تبذل الإدارة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع جهودا مكثفة لضبط الأمن وإعادة الاستقرار، وسط تحديات كبيرة خلفتها سنوات الحرب الطويلة والدمار الواسع.

3 Comments

  1. After all, what a great site and informative posts, I will upload inbound link – bookmark this web site? Regards, Reader.

  2. I got what you mean , thanks for putting up.Woh I am thankful to find this website through google.

  3. Hello there I am so excited I found your webpage, I really found you by error, while I was searching on Yahoo for something else, Anyways I am here now and would just like to say thank you for a incredible post and a all round interesting blog (I also love the theme/design), I don’t have time to look over it all at the moment but I have bookmarked it and also added your RSS feeds, so when I have time I will be back to read more, Please do keep up the superb work.

اترك رداً على https://crypto-city.pro/ إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.