العب للاستماع إلى الراديو
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “إسرائيل فقدت تماماً عقلية الدولة وباتت تتصرف كتنظيم”، معربا عن إيمانه بضرورة إيقافها في أسرع وقت.
تصريح أردوغان جاء في خطاب وجهه للشعب التركي عقب اجتماع لحكومته في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، مساء الثلاثاء.
وأوضح أردوغان أن “الإدارة الإسرائيلية ترتكب جرائم ضد الإنسانية أمام أعين العالم أجمع منذ 25 يوما بدعم غير مشروط من أوروبا وأمريكا”.
وأضاف أن “العالم الغربي وفي مقدمته الدول الأوروبية، رسب مجددا في اختبار الإنسانية بقطاع غزة، الاتحاد الأوروبي لم يستطع أن يخرج ويدعو إلى وقف إطلاق النار، ناهيك عن إدانة إسرائيل”.
وتابع: “من يقفون اليوم متفرجين على موت الآلاف من أطفال غزة، لن يبقى لحديثهم أي قيمة في أي قضية غدا”.
وأردف: “استشهد حتى اليوم 8 آلاف و500 فلسطيني أغلبهم من الرضع والأطفال والنساء جراء الهجمات الإسرائيلية المباشرة ضد المدنيين”.
وأكد أردوغان أن بلاده تواصل مباحثاتها من أجل “محاسبة مرتكبي جرائم الحرب” في غزة أمام القانون.
واستطرد: “نرى ضرورة تأسيس آلية أمنية جديدة بتعاون الأطراف الإقليمية، ومستعدون لتحمّل مسؤولية في حال اتخاذ خطوة من هذا القبيل”.
وعن استهداف مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني بغزة، قال أردوغان: “هذه المؤسسة الصحية الهامة التي تعالج مرضى السرطان هي آخر ضحايا الهمجية الإسرائيلية”.
والاثنين، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن الطابق الثالث والأخير من مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني تعرض لقصف الطيران الإسرائيلي بعد يوم من قصف محيطه، ما أدى إلى وقوع أضرار جسيمة.
كما أعلن مدير عام المستشفى صبحي سكيك، الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي “عاود استهداف مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني الوحيد لمرضى السرطان في قطاع غزة للمرة الثانية، وألحق أضرارا بالغة فيه، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
وأضاف أردوغان: “لن تنال الإنسانية والعالم أي خير من مدعي الدفاع عن حقوق الإنسان الذين لا يرفعون أصواتهم ضد المذابح الإسرائيلية”.
ولفت إلى أن سكان قطاع غزة يتعرضون منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري لـ”قسوة ووحشية كبيرتين”.
وتابع: “بعد مستشفى الأهلي، تم استهداف مستشفى الصداقة (التركي الفلسطيني) الذي أهديناه لأشقائنا في غزة، من قِبل القوات الإسرائيلية أمس”.
وأضاف: “مع العلم أنه في الحرب لا يتم المساس بالمستشفيات، ولا يتم استهداف سيارات الإسعاف التي تحمل المرضى، ولا يتم تدمير البنية التحتية الصحية في أي بلد أو مدينة، وهذا هو الفارق الأكبر بين التنظيمات والدول”.
وأردف: “هذا الهجوم وحده (استهداف المستشفيات) يكفي لإثبات أن إسرائيل لا تعترف بأي حقوق أو قوانين أو قيم إنسانية”.
وأوضح أردوغان أن إسرائيل دمرت جزءًا كبيراً من المباني في غزة، وأن سكان القطاع الذين انقطعت الكهرباء والماء والوقود والغذاء عنهم قبل 3 أسابيع، “يُبادون بسبب الجوع من جهة والقصف العنيف من جهة أخرى”.
وأشار أردوغان إلى أن “الدول التي تدعي أنها مهد الديمقراطية وحقوق الإنسان تدعم هذه المجزرة بشكل علني”.
وأضاف: “نواصل في تركيا الموقف الإنساني والعادل والمشرف الذي اتخذناه منذ اليوم الأول ونؤكد في كل فرصة أننا لا نقبل اتخاذ إجراءات ضد المدنيين”.
وتابع: “نقول إن الأمن لن يتحقق بإراقة المزيد من الدماء وقتل المزيد من الأطفال وضرب المزيد من المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس والأسواق الشعبية، وإمطار المزيد من القنابل على غزة”.
وشدد أردوغان على أن “وقف المجزرة التي دخلت يومها الـ25 هو الأولوية القصوى”، مضيفاً: “لهذا يجب أولاً التوصل إلى وقف إطلاق النار، ومن ثم يجب فتح الطريق المؤدي إلى السلام الدائم”.
وأعرب أردوغان عن اعتقاده بأن مؤتمر سلام فلسطيني إسرائيلي دولي يعقد بمشاركة جميع الأطراف المعنية هو “أفضل منصة ووسيلة لتحقيق السلام الدائم”.
وأضاف: “نعتقد أنه سيكون منصة مناسبة. ونرى أنه من الضروري إنشاء آلية أمنية جديدة بالتعاون مع الجهات الفاعلة في المنطقة”.
وزاد: “إذا تم اتخاذ مثل هذه الخطوة، فنحن في تركيا مستعدون لتحمل المسؤولية. وهدفنا هو إخراج منطقتنا من هذه الدوامة التي انجرفت إليها”.
وعن المساعدات الإنسانية المقدمة لغزة قال أردوغان: “بالتنسيق مع السلطات المصرية، قمنا بشحن 10 طائرات مليئة بمواد الإغاثة إلى مطار العريش حتى الآن”.
وأردف: “بلغ إجمالي كمية المساعدات التي أرسلتها بلادنا والتي وصل بعضها إلى إخواننا في غزة، 213 طنا. ومع السماح لمزيد من شاحنات المساعدات الإنسانية بالدخول إلى غزة عبر بوابة رفح، سنزيد مساعداتنا”.
وتابع أردوغان: “قمنا أيضاً بإرسال 54 شخصا، بينهم كوادر طبية وموظفي آفاد (إدارة الكوارث والطوارئ التركية) والهلال الأحمر وصحفيين إلى المنطقة”.
الرئيس التركي أشار إلى أهمية قيام المجتمع الدولي بالضغط على الإدارة الإسرائيلية لإبقاء معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر مفتوحا.
وتطرق إلى الوضع الاقتصادي في بلاده، قائلا: “سنواصل تعزيز قوة اقتصادنا، ونعمل على التغلب على كافة المصاعب التي تواجهنا”.